معجم الفرائد القرآنية
تأليف: باسم
سعيد البسومي
نبذة:
يقوم البحث في هذا المعجم على ركنين:
الركن الأول:
احصاء الألفاظ القرآنية التي لم تتكرر إلا مرة واحدة فقط، ولم يشتق من
جذرها اللغوي سواها.
الركن الثاني:
دراسة كل لفظة من هذه الألفاظ، وإعطاء المعنى اللغوي للكلمة، وما ترجح
لدينا من المعاني التي يقتضيها السياق القرآني.
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه
ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا
مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبه.
أما بعد..
فإن الله تبارك وتعالى قد نزّل أحسن الحديث كتابا، {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ
الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ
الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ
إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ
وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (الزمر:23). فإذا كان هذا القرآن العظيم هو أحسن
الحديث، فلا غرابة أن نجد الدارسين والعلماء قد نهلوا منه فأكثروا، وانعكس
ذلك في الجهد العظيم من المؤلفات والكتب والمجلدات مما لا يحصى، وعلى وجه
الخصوص تلك الدراسات المتخصصة في القرآن وعلومه، ومن هذه المؤلفات:
المعاجم القرآنية المختلفة، كمعاجم الألفاظ، ومعاجم الآيات، والمعاجم
الموضوعية، ومعاجم غريب الألفاظ وغيرها....
لقد لفت انتباهنا في مركز نون
للدراسات والأبحاث القرآنية أن هناك من الألفاظ اللغوية في القرآن الكريم
كلمات لم يشتق من جذرها سواها، فرأينا أن نعمل على إحصائها، ودراستها،
وإفرادها في معجم خاص بها. وبما أن كل لفظ من هذه الألفاظ يعتبر فريدة
قرآنية، فقد عمدنا إلى تسمية هذا المعجم ( معجم الفرائد القرآنية).
يقوم البحث في هذا المعجم على
ركنين:
1. الركن الأول: احصاء الألفاظ القرآنية التي لم
تتكرر إلا مرة واحدة فقط، ولم يشتق من جذرها اللغوي سواها.
2. الركن الثاني: دراسة كل لفظة من هذه الألفاظ،
وإعطاء المعنى اللغوي للكلمة، وما ترجح لدينا من المعاني التي يقتضيها
السياق القرآني.
سيلحظ القارئ أن هناك ألفاظًا لم
تتكرر إلا مرّة واحدة، ولم ترد في هذا المعجم، ويرجع هذا إلى أنّ جذر هذه
الكلمة اشتق منه غيرها من الكلمات، فكلمة ( أظفركم) مثلًا ترجع إلى
الجذر (ظفر) واشتق منه أيضًا كلمة ظفر في قوله تعالى: {كل ذي ظفر} وهذا واضح وبَيِّن. ولكن هناك كلمات قد تلتبس، منها كلمة
( أبابيل) فقد وجدنا أن جذر (أبل) قد اشتق منه أيضًا:
(الإبل)، وجذر (ذبب) اشتق منه: (مذبذبين وذباب)، وجذر
(ثرب) اشتق منه (يثرب وتثريب) وجذر (هدد) اشتق منه:
(الهدهد وهدّا )، وجذر (حلق) اشتق منه: (حلقوم، حلق ) وجذر
(بعض) اشتق منه: ( بعوضة وبعض )... وهكذا.
نسأل الله العلي القدير أن يجنبنا
الخطأ والزلل، وما توفيقي إلا بالله، عليه توكلت وإليه أُنيب، وصلى الله
على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
حرف الألف
" أَبًّا "
في قوله تعالى {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}
(31) عبس.
الأبُّ: هو المرعى المتهيء
للرعي والجزّ.
" أَبَقَ "
في قوله تعالى {إِذْ أَبَـقَ إِلَـى الْفُلـكِ
الْمَشْحُـونِ}(140) الصافات.
أبق: هَرَبَ العبد من سيده،
يقول الراغب " أبق العبد يأبِق إباقا، وأبق يأبَق إذا هرب ".
" أَثْلٍ "
في قوله تعالى عن قوم سبأ {فَأَعْرَضُوا
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ
بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ
مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ} (16) سبأ.
أثْلُ الشيء: أصله،
والأثْلُ: نوع من الشجر.
" إِدًّا "
في قوله تعالى {لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا
إِدًّا} (89) مريم.
إدًّا: فظيعا، وأصله من
أدّت الناقة أي رجّعت أنينها ترجيعًا شديدا، والإدَدُ: الدواهي العظام.
" إِرَمَ "
في قوله تعالى {إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ}
(7) الفجر.
إرَم: هي بلدة عاد، وقال
مجاهد: إن معنى إرم القديمة، وعنه أيضًا القوية، والإرَم هو العَلَمُ
المبني من الحجارة.
" آسِنٍ "
في قوله تعالى {مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي
وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ
وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ}(15)
محمد.
آسِن: متغير الرائحة. وفي
عمدة الحفاظ: أسَنَ الماءُ يأسِنُ ويأسُنُ أُسُونًا إذا تغيرت رائحته
تغيُّرًا منكرًا يُتأذى بها.
" أَمْتًا "
في قوله تعالى {لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا
أَمْتًا} (107) طه.
الأَمْتُ: النـتوء اليسير،
ومعنى الآية لا ارتفاع فيها ولا انخفاض فهي مستوية.
" لِلأَناَمِ
" في قوله تعالى {وَالأَرْضَ
وَضَعَهَا لِلأَنَامِ} (10) الرحمن.
الأَنام: الخَلق، وهو كل ما
ظهر على وجه الأرض من دابة فيها روح. وسياق الآية يرجح أن المراد
بالأنام الإنسان.
" يَؤودُهُ
" في قوله تعالى {وَلا يَؤُودُهُ
حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِـيُّ الْعَظِيـمُ} (255)
البقرة.
لا يؤودُه: أي لا يُثقله،
ولا يَشقُّ عليه ذلك.
" الأَيَامَى
" في قوله تعالى {وَأَنْكِحُوا
الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ
يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ
عَلِيمٌ} (32) النور.
الأَيامى: جمع أيِّم، وهي
المرأة التي لا بعل لها ثيبًا كانت أو بكرا.والشائع إطلاق الأيم على التي
كانت ذات زوج ثم خلت عنه بفراق أو موت. وهنا في الآية تشمل الرجل
والمرأة ثيبًا أو بكرًا.
" إِيْ "
في قوله تعالى: {وَيَسْتَنْبِئُونَكَ
أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنْتُمْ
بِمُعْجِزِينَ}(53) يونس.
إيْ: حرف جواب بمعنى نعم،
يعقبه القسم.
وبعون الله
أكمل معكم مع حرف آخر وفرائد أخرى..