ملحان إحدى مديريات محافظة المحويت التي تقع
إلى الجنوب الغربي من مديرية المحويت وهي تتربع على سلسلة جبال سراة وتنشر
مفاتنها الطبيعية والجمالية في لوحة إبداعية صنعتها القدرة الإلهية..منذ
الوهلة الأولى التي تطأ فيها قدماك أرضها ستتيقن بأنك في مكان خاص في بلاد
العربية السعيدة حيث الطبيعة فيها تغازل القلوب والأفئدة، والأودية ترسل
ذبذبات الغرام على موجات الجمال والشوق والحب للطبيعة التي خطتها أنامل
الإبداع الرباني.
الطريق إلى ملحان تعتلي بك رويداً رويداً لتقرب من
نسمات الهواء الطلق الذي يشفي السقيم وينعش الذاكرة لترتسم في مخيلتك صورة
جمالية غاية في الروعة. ولعل الوصول إلى الجبال التي هي على شكل أصابع اليد
قد أصبح سهلاً بفعل الطرق التي بدأت تنفض غبار العزلة التي عاشتها ملحان
دهوراً عديدة.
ملحان قصة حب مع الطبيعة لا تنتهي فهي لاتزال فاتنة لم
تفض بكارتها بعد، كيف لا وهي إشراقة الروح ونور القلوب وجنة عشاق الطبيعة،
ولعل التنوع الهائل لمناظر الطبيعة والجمال في ملحان، والذي يتأرجح بين
الجبال المكسوة بأشجار الصنوبر والسفوح التي تزدان بشجيرات متنوعة نادرة
الوجود، إلى جانب المعالم الأثرية والتاريخية هو ما يجعل السياحة في ملحان
ذات مذاق خاص وفريد.
“الجمهورية” أجرت هذا الاستطلاع وخرجت بالحصيلة
الآتية: مديرية ملحان من المناطق السياحية الجميلة في محافظة المحويت من
حيث مرتفعاتها ومدرجاتها الزراعية وحصونها التاريخية.
ملحان:”بكسر الميم
وسكون اللام” إحدى مديريات محافظة المحويت، وتقع في الجزء الغربي منها على
قمة جبل شامخ العلو في ارتفاعاته الشاهقة، وتتميز ملحان بطبيعة جبلية
عجيبة وبديعة، إلى جانب ما تزخر به من المواقع الكثيرة والآثار الهامة مما
يجعلها تعد من أهم المناطق اليمنية من الناحيتين الأثرية والسياحية، حيث
تشكل هذه المديرية محمية سياحية متكاملة للسياحة الطبيعية والبيئية
والأثرية.
العسوس في ملحان
تقدر مساحة المديرية بـ320كم مربعا يحدها
من الشمال مديرية حفاش ومن الجنوب مديرية الضحي، محافظة المحويت ومديرية
بني سعد ومن الغرب مديريتا الزيدية والمغلاف محافظة الحديدة وتتكون
المديرية من 20عزلة هي “الروضة، قبلة ملحان، الشجاف، الشمارية، العصافرة،
باحش، بني علي، بني مليك، المعازية، همدان، هباط العمارية، بدح، جيع،
الشماسنة، الشعاب، العسوس، بني وهب، الغزاونة، بني العصيفري” ويقع مركز
المديرية في محل بني حجاج عزلة الروضة ويقدر عدد سكان المديرية بموجب تعداد
2004م حوالي “89.224” نسمة، ويعتمد معظم السكان على النشاط الزراعي وتربية
الثروة الحيوانية والنحل.
لماذا سمي ملحان
يسمى جبل ملحان "ريشان"
نسبة إلى رشا وهو الحبل الخاص بدلو الماء فهناك جبل يسمى “المركع” كان لا
يصعد إليه إلا بواسطة الحبل “الرشا” إلى عهد قريب جداً حيث تم شق خط للمشاة
والدواب في الثمانينيات، وسمي بملحان نسبة إلى رجل من حمير، قيل من
أقيالها وهو ملحان بن عوف بن مالك بن زيد بن سد بن زرعة وينتهي نسبه إلى
حمير الأصغر.. ولملحان ابنان أحدهما ريب والآخر مالك، لايزال اسم مالك يطلق
على حصن في جبال ملحان يقال له قرن مالك، وقد تكلم المؤرخون عن ملحان وعن
مآثره في العديد من الكتب التاريخية والمراجع القديمة، حيث أورد لسان اليمن
أبو الحسن الهمداني ذكر ملحان في كتابه صفة جزيرة العرب، والإكليل في أكثر
من موضع وعده من الجبال، ومن الحصون المنيعة الشهيرة في جبال السراة ومنها
ريشان أي ملحان، واعتبره من الجبال التي في رؤوسها المساجد الشريفة في
اليمن حيث قال:
ريشان هو جبل ملحان بن عوف بن مالك بني على سفحه مسجد
يعرف الآن بالصفة جامع رأس جبل شاهر والمتواتر لدى الناس أنه بني على يد
أحد الصحابة الكرام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
ملحان في كتب التاريخ
عند
ذكر الهمداني للمسنمة من الجبال ذكر منها جبل ملحان وعده أيضاً من الجبال
التي في رؤوسها الآبار والمساني، وهو جبل حفاش وجبل ذخار “كوكبان” وأنه من
الجبال التي يرى وينظر منها مسيرة خمسة أيام وهو ذخار كوكبان وعلى هذا فقد
تفرد ملحان على بقية الجبال بالسراة بمميزات عدة نذكر منها أنه من الجبال
المسنة دون ذوات الطفاف والثانية كونه من الشوامخ التي في رؤوسها المساجد
الشريفة، وهي تسعة في اليمن، منها رأس جبل ملحان شاهر.. والثالثة أنه من
الحصون المشهورة ومن الجبال التي ينظر منها عن مسيرة خمسة أيام بالعين
المجردة لشموخه وعلوه عن سطح البحر، قال الهمداني عن مآثر جبال السراة: وفي
هذا النهج من المساجد الشريفة ثم عددها مبتدئا بمسجد معاذ بن جبل في الجند
إلى أن قال: ومسجد شاهر في رأس جبل ملحان، وشاهر قرن أي حصن في رأس جبل
ملحان فيه تسع وتسعون عيناً من الماء وهو مسجد شريف وعلى كل حال فإن جبال
ملحان لها ذكر في كتب التاريخ حتى المؤرخون ذكروا أن الملك سيف بن ذي يزن
حين تغلب على الأحباش تحصن بجبل ملحان وكانت له رئاسة حمير، وهنالك وادي في
ملحان اسمه وادي سيف وحصن يسمى حصن قرن سيف نسبة إلى الملك سيف.
قال
ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان
وملحان من معاقل العرب في الجاهلية
والإسلام)والحال أن جبل ملحان واسع مترامي الأطراف ومتسع، كثير الشعاب
والوديان والغابات متنوع النباتات والأشجار، وبأرضه خصوبة عالية، وفي أهله
ذكاء فطري ويكثر في ملحان الغيول والعيون والشلالات، خاصة أثناء مواسم
الأمطار ومعظم الغيول والعيون تنبع من جوانب أصل جبل شاهر المتدفقة في عزل
باحش وبني شعيب والشرقي وبني وهب وحبش القبلة وغيرها حيث منبع الجميع ملحان
والتاريخ والعلم.
أعلام ملحان
يقول الباحث عبداللطيف السودي: ملحان
برغم حالة الجهل والتخلف الذي ساد الأمة جميعاً ومنها ملحان وبرغم التضاريس
ووعورة المسالك التي تكاد تنفرد بها جبال ملحان إلا أن أسلاف سكان ملحان
وأبناءه لم يقفوا بمعزل مكتوفي الأيدي عاجزين؛ فقد أثروا وتأثروا عبر
الأجيال والقرون كلها ولم تكن الحواجز الجغرافية عائقة لهم يوماً ما عما
ينشدون رغم المتاعب والعوائق والمشاق فقد قهروا الطبيعة القاسية بشدة بسبب
قوة التحمل والعزيمة التي يملكونها، لقد كانوا يرحلون مشياً على الأقدام
إلى هجر العلم ومعقل العرفان في مكة وزبيد وبيت الفقيه والزيدية وصنعاء
وغيرها من مدن العلم والعلماء فينهلون من منابعها الصافية عذباً فراتاً،
وقد حفلت كتب التاريخ بذكر بعض من نبغ وأهملت الكثير ممن نبغ وتفوق واشتهر
بالعمل في سائر الفنون والعلوم من أبناء ملحان وسنورد في هذا العجالة ذكر
بعضا ممن ذكره المؤرخون وأصحاب الطبقات. ففي القرن الرابع والخامس والسادس
الهجري نبغ من أهل ملحان العديد من العلماء والفقهاء والأدباء فمن أولئك
إبراهيم بن محمد بن إسحاق الملحاني ذكره الخزرجي وصاحب كرامات الأوليات في
جامعه وقال صاحب طبقات الخواص إنه كان مستجاب الدعوة وكان يسكن جبلاً يسمى
الدوام وهو من قوم يسمون بني إدريس والجبل مشهور بهذا الاسم في عزلة جبع.
قُرّاء ونحويون بملحان
ويواصل
الباحث عبداللطيف السودي عن أعلام ملحان بقوله: وممن نبغ من أبناء ملحان
في علم القراءات وتخرج على يديه جماعة من العلماء المحققين في علم القراءات
المقرىء الشيخ الجليل وجيه الدين عبدالرحمن بن هبة الله ابن عبدالرحمن
العبسي الملحاني كان عالماً جليلاً مقرئاً نحوياً ..قال عنه البريهي: أخذ
القراءات السبع عن جماعة من الأكابر منهم المقرىء الشارفي جمال الدين محمد
بن يحيى بن محمد الهمداني كما اخذ النحو وعلوم اللغة عن جماعة من أئمة وقته
ومشائخ عصره وشارك فيما سواه من العلوم كان يشغل منصب الإمامة بمدرسة
الأشراف بتعز عاصمة الدولة الرسولية واشتغل أيضاً بالتدريس فيها وانتفع به
خلق كثير وتخرج على يديه جماعة من الطلاب وكان يقرض الشعر ويجود فيه وأكثر
شعره في الرقائق والابتهالات إلى الله عزو جل.
ومن ذلك ما أورده البريهي في تاريخه قال الملحاني متوسلاً:
أنا في أمانك يا حفيظ الورى ملتزم متمسك متوكل
ومفوض أمري إليك ولا جئ لك خاضع لك ضارع متذلل
بك واثق يا عدتي في شدتي لائذ لك مخبت متململ
أعني وحطني واحمني وأعزني وتولني لا عن جلالك أهمل
وأمدني بالنصر منك ونجني مما تحاربه العقول وتذهل
وغير
ذلك من الأشعار الرائعة وقد توفي الملحاني رحمه الله 815هـ بمدينة تعز
ودفن بها وممن نبغ في الفقه واشتهر بالعبادة والعمل من أبناء ملحان الفقيه
الشيخ بدرالدين بن علي ابن عبدالرحمن الملحاني قال عنه البريهي: قرأ على
جماعة من أهل العلم منهم القاضي شرف الدين المقرىء في الفقه وعلى الإمام
نفيس الدين العلوي والشيخ أحمد الرداد قال(وكان فقيهاً مدرساً وكان راتبه
أن يختم كل ليلة ختمة) وكان يقول الشعر ويجود فيه منه ما قاله وكتبه ولده
أحمد:
فإني جهدت ليالي الشباب ومن يعشق العلم قد يحمد
نهاري في العلم مستعمل وفي الليل جفني لا يرقد
فقهاء وأدباء
وقال
الباحث السودي في هذه الأبيات إنها تحفل بالنصائح الذهبية وتحث على العلم
بأسلوب أخاذ ولغة فصيحة وعبارات سلسة واضحة تنم عن تجربة وخبرة بالحياة
ويواصل بقوله ومن أعلام ملحان العلامة أحمد بن الشيخ بدرالدين حسن ابن علي
بن عبدالرحمن الملحاني كان فقيهاً ومنهم الشيخ الجليل عبدالرحمن بن حسن بن
الكميت السودي(المدفون في القناوص) كان فقيهاً جليلاً أديباً عاقلاً لبيباً
كريماً شاعراً توفي في أثناء القرن التاسع ومن أعلام ملحان الفقيه الإمام
الشيخ حسام الدين بن أبي بكر الحسين السودي المقبور في قرية المحارث من
عزلة القبلة مديرية ملحان كان إماماً كبيراً وعالماً جليلاً وفقيهاً محققاً
قال الخزرجي كان للعامة اعتقاد فيه عظيم وكان ينكر على الصوفية السماع
وكان مشهوراً بصداقته للإمام محمد مطهر صاحب صعدة فوشوا به إلى السلطان
المجاهد بأنه يناصر أئمة الزيدية فكتب المجاهد إلى والي المهجم أن يقبض
عليه ويشخصه إلى تعز أو زبيد فكان لا يستقر ببلد تصله سلطة السلطان
الرسولي. سكن الجبال وتوفي رحمه الله في 705م بقرية المحارث وادي حمى
القبلة ودفن بها وله عقب ذرية في ملحان كثير كبني عبدالرحمن السودي وبني
عبدالغفور في حمى وبني الحسيني بالأعراف من عزلة الشرفي وبين صارم الدين
بقرية المعبر من عزلة بين مكارم وبني الكبري بن لطف الله بن صلاح السودي
بقرية المابول من عزلة العصافرة وبني المصعب من العصافرة وفقهاء رباط شعر
بني الزاوية عزلة همدان وغيرهم كثير من ملحان ومن أعلام ملحان الفقيه
المحدث يوسف بين حسن الكميت السودي المقبور في هجرة جهش كان عاملاً محققاً
وفقيهاً فرضياً وهو صنو عبدالله حسن الكميت المعروف بحامي الحمى ومنهم
الفقيه محمد حسن السودي المسمى ساكن البشامة وهو جد فقهاء جهش وبني الساكت
وفقهاء جبل المنابر وغير هؤلاء كثير ممن نبغ واشتهر بالعلم من أبناء ملحان.
أربطة علمية إندثرت
قال
الباحث السودي: لا أدل على اهتمام أسلاف أبناء ملحان بالعلم والأربطة
العلمية لاستقبال الطلاب الوافدين والعناية بهم وتعليمهم ورغم أنها اندثرت
بسبب عوامل الجهل والزمان إلا أن أسماءها ما زالت إلى الآن شاهدة على ما
كان لها من دور على ما كان ومن تلك الأربطة الباقية مسمياتها إلى الآن:
رباط شعر من عزلة همدان ويسمى رباط الزاوية.
رباط علي جوف من عزلة همدان
رباط بارق المطر من عزلة بني وهب
رباط السادة من عزلة بني مكار
رباط الهجرة في منطقة جهش قبلي ملحان
هجرة المحارث من وادي حمى قبلي ملحان
هجرة الأعرف من عزلة الشرقي
هجرة الصارم من المبعر عزلة بين مكار
هجرة بارق المطر
هجرة العجل في برع من العصافرة.
هجرة
المعقرية نجم الدين من عزلة جبع، وغيرها كانت أربطة لطلاب العلم ورواد
المعرفة ونشر الثقافة ومن الأسر العلمية المشهورة بالعلم والفقه والعبادة
في ملحان أسرة بني السودي وأسرة بني الزيلعي وقد اندثرت هذه الأربطة
حالياً.
حصن شاهر
يقع حصن شاهر في أعلى قمة جبل ملحان على ارتفاع نحو
“3000” متر عن سطح البحر وذلك في منطقة شديدة الوعورة وبالغة الارتفاع
ويتكون هذا الحصن من ساحة مكشوفة عليها بقايا أبنية حجرية مهدمة في الجهة
الشرقية بها أحجار كثيرة مربعة الشكل ومنفصلة عن بعضها البعض وفي الجهة
الجنوبية من الحصن توجد بقايا الأبنية الخاصة بالمسجد الشريف الذي ذكره
الهمداني في كتابه “صفة جزيرة العرب” أما في الجهة الشمالية من الحصن فتوجد
كتل معمارية مربعة الشكل تسمى بتربة علي عيسى ويحتل الجزء الأكبر من قمة
الحصن ساحة مستطيلة على هيئة مسطبة للخيل والدواب، استخدمت في فترة لاحقة
مكاناً لصلاة الاستسقاء ويتخلل الطريق الواقعة بين حصن شاهر وحصن الخضيع
بقايا لمبان كثيرة مهدمة وجروف صخرية بها مقابر قديمة ترجع إلى فترة ما قبل
الإسلام.
حصن الصباحي
يعد حصن الصباحي أحد الحصون المنيعة والمحكمة
والعسيرة المرتقى الموجودة في ملحان، ويسمى بجبل الطوق بن الصباح الحميري،
وهو حصن منيع يطل على تهامة استخدم في العهد الرسولي وما قبله كقلعة حربية
لصد الغزاة.
حصن الخفيع
ورد ذكر حصن الخفيع في العديد من المصادر
التاريخية بأنه واحد من الحصون المنيعة والمحكمة والتي كان بها العديد من
المعاقل والحصون والمساجد المشيدة في أعلى القمم وبأنه استخدم كمركز
للحاميات العسكرية العثمانية وقد تعرض الكثير من معاقل ومباني هذا الحصن
إلى التدمير في العقد الرابع من القرن الرابع عشر الهجري من قبل الإمام/
يحيي حميد الدين كما تشير بعض المصادر وذلك بأن أهل ملحان تذمروا على
الإمام يحيى حميد الدين مما اضطره إلى مهاجمتهم وتدمير معظم المعاقل
والحصون والمساجد الأثرية هناك، وبشكل عام فإن هذا الحصن الذي يقع في
الناحية الشمالية من حصن شاهر لا تزال الكثير من مبانيه ومكوناته المعمارية
موجودة حتى الآن وأهمها السور الذي يحيط بساحته الواسعة ثم المسجد الموجود
في الناحية الشمالية الغربية من الحصن والعديد من المباني والكتل
المعمارية المكونة من طابقين والمدخل الرئيسي للحصن والذي يفتح من الجهة
الغربية ومما يميز هذا الحصن تخطيطه المعماري الجميل والذي يوحي بأن
تجديدات متلاحقة قد أضيفت إليه لا سيما بعد حملة الهدم التي تعرض لها من
قبل عساكر الإمام/ يحيى حميد الدين كما تشير المصادر التاريخية.
حصن اليماني
يقع
في نطاق عزلة الشمارية، في موضع يعرف باسم “رهقة” إلى الغرب من حصن
“عكيبر” وقد بني الحصن في أعلى قمة جبلية طبيعية تشرف على وادي بني مليك
وبيت السريحي وعتمة، يتم الوصول إليه عبر طريق صاعد مرصوف بالحجارة في
الناحية الشمالية الشرقية من خلال مدخل منكسر يصل إلى ساحة تتوسط الحصن،
أهمها مبنى مربع الشكل في الناحية الغربية يمثل المسجد، وفي الناحية
الشمالية منه توجد بركة غير مستوية الشكل مبطنة بالحجارة.
والقضاض، وفي
الناحية الجنوبية من الساحة هناك بقايا أساسات يبدو أنها تمثل الجزء الرئيس
في الحصن وبجانبها توجد بركة أخرى مبطنة بالحجارة والقضاض عليها زخرفة
بارزة بالقضاض عبارة عن نجمة ثمانية.
حصن قرن سيف
يقع في الناحية
الغربية من مركز بني الحجاج في قمة جبل قرن سيف يشرف على عدد من القرى،
يحتوي على بقايا سور من أحجار صلدة غير مستوية تتخلله فتحة المدخل في
الناحية الشمالية وأبراج دفاعية مربعة الشكل، يتوسط السور من الداخل بقايا
أساسات لمبان مهدمة غير واضحة، إضافة إلى ثلاث برك لخزن المياه مبطنة
بالحجارة والقضاض أهم ما يميز الحصن وجود نفق محفور في الصخر يقع في
الناحية الشرقية ويؤدي إلى خارج الحصن.
حصن الشرف
شيد في أعلى جبل
الشرف يقع ضمن السلسلة الجبلية المحيطة بوادي بني مليك، وهو عبارة عن بروز
صخري شاهق الارتفاع مما يعطي اسمه دلالة كونه يشرف على الوادي والقرى
المجاورة له، ومعمارياً فهو عبارة عن برج دفاعي مربع الشكل بني بأحجار صلدة
مهندمة يتألف من ثلاثة أدوار يتخللها مزاغل وفتحات للرماية، يتم الصعود
إليه من الناحية الشمالية عبر درج مرصوف بالحجارة، وفيما يبدو أن هناك
تجديدات طرأت على هذا المبنى في فترات متأخرة من العصر الإسلامي.
حصن عكيبر
ويقع
في أعلى مرتفع صخري شاهق مطل على مركز بني الحجاج وسوق الخميس ويتألف من
مجموعات معمارية عديدة، إضافة إلى بقايا لمبان مهدمة وشفافات متناثرة من
الفخار موجودة في الجهة الجنوبية الغربية من الحصن ويوجد على مدخل الحصن
كتابة مؤرخة للحصن بأنه بني في الفترة من 1361هـ ـ 1377هـ، بينما تدل
البقايا المتناثرة من تلك المباني المهدمة المشار إليها بأن الحصن الحالي
شيد على أنقاض حصن قديم شيد في العصور الغابرة.
ومن الحصون والقلاع
الحربية الأثرية والتاريخية الموجودة في مديرية ملحان “حصون جبل مردع في
جهش عزلة القبلة، حصن قشيبة في القبلة أيضاً، حصن مخبان، حصن الأصابع، حصن
المقيوم، حصن مالك، حصن قرن غراب بعزلة جبع، حصن قرن عوف والذي ينسب إلى
العوف بن مالك وأبو ملحان وحفاش، حصن جبل مصعب بن مالك بن ملحان ويقع في
عزلة جبع ملحان، حصن غرافة عالية وكان مركزاً للحامية العثمانية على جحدر
وعماشة، حصن الساعد في عزلة بدح، الحصن اليماني، حصن قرن حميد، حصن الشجاف
والذي مازال عامرا أو يسكنه حالياً الشيخ العزي أحمد الشجاف ويعد واحداً من
الحصون الواقعة في عزلة الشجاف إحدى العزل الشهيرة المكونة لمديرية ملحان
وفي هذا الحصن توجد العديد من الكتل الصخرية بها رسومات مختلفة وبه يوجد
عدد من الكهوف ذات النقوش والرسومات الغريبة يقال إن هذا الحصن قد استخدم
كمحمية دفاعية لصد الغزاة العثمانيين والذين أرغموا على مغادرة المنطقة
لمناعة الحصن وصعوبة المنطقة.
مساجد تاريخية
يوجد بملحان عدة مساجد
منها ما يعود بناؤها إلى عهد النبي صلى الله عليه وسلم على يد أحد الصحابة
الكرام هو مسجد “شاهر” الذي ذكره الهمداني وعدد من المساجد الشريفة، وهذا
المسجد حالياً مندثر لم يبق به إلا بعض أثر دال عليه وهو ما يسمى اليوم
بالصفة المباركة في شاهر. ومنها ما يعود بناؤه إلى القرن الثاني الهجري
والرابع الهجري والخامس، مثل مسجد عنامة ومسجد بارق المطر بعزلة بني وهب،
ومسجد المحارث ومريخة بعزلة القبلة، وهما مندثران ومساجد جبل الدوم من عزلة
جبع، فهي من المساجد القديمة وتبلغ مساجد ملحان سبعمائة مسجد تقريباً ما
بين قائم ومندثر.
وديان ملحان
وادي تباب وهو وادي فسيح عريض يسقي
القناوص وما إليه وكلمة تباب كلمة عربية فصيحة وبالرجوع إلى القاموس نجد
كلمة تباب معناها في اللغة الهلاك والضلال والضياع.
ولعل المقصود هنا من
التسمية أن هذا الوادي كثير الشعاب والنمعطفات أو الغابات والسباع مما جعل
منه مكان خوف يخشى على سالكه الهلال المحقق.
السياحة في ملحان
حبا
الله مديرية ملحان جمالاً طبيعياً وألبسها حلة خضراء وتعد منتجعاً سياحياً
فريداً لم يكتشف بعد من قبل القائمين على السياحة فجمال ملحان جمال طبيعي
فهي ذات مناظر ومشاهد ساحرة تستثير الذهن وتشحذ الذاكرة وتصقل الموهبة
بجمالها الإلهي فما هي قمة أفرست البيضاء، إلى جانب قمة ملحان الخضراء
ويجري حالياً شق العديد من الطرق وسفلتتها ورص البعض بالأحجار ومن المؤكد
في حال استقرار الوضع الأمني وانتهاء الأزمة الراهنة التي تعصف بالبلاد
وعودة الحياة الطبيعية ستتوجه أفواج السياح زرافات ووحداناً ليروا الجمال
الطبيعي الذي لم يلوثه ضجيج المدينة ولا حركتها وصخيبها في جبال ريشان
العالية فمن رؤوس جبال محافظة حجة ومحافظة ذمار وجبال محافظة صنعاء بالعين
المجردة خصوصاً في اليوم ذي الجو الصافي من الغيوم وتلك القمم تطل على
حدائق غناء من البن والقات والموز والغابات الكثيفة الأشجار لا سيما بعد
إعلان ملحان محمية طبيعية وفي ملحان من النباتات الغريبة والفريدة والأعشاب
النادرة ما لا يوجد في غيره ومن ذلك أشجار الصندل الأحمر والذي هو من أغلى
وأندر أعواد البخور وأشجار الأبنوس وغيرها.
الأسواق يملحان
في ملحان
عدة أسواق أسبوعية يتسوقها الناس وتعتبر مواعيد التقاء أسبوعية للنشاط
الاقتصادي وتبادل المنافع، وتجد أهل ملحان يرفدون هذه الأسواق بمنتوجاتهم
ومنها “سوق الخميس، سوق الولجة ويوم وعده الأحد، سوق العرجين.
ملحان عشق وغرام للطبيعة
ملحان
تتميز بطبيعتها البكر التي لا دخل للإنسان في تفاصيلها فحين تزور مديرية
ملحان ترى الابتسامة تشع على وجوه الناس البسطاء وتلمح عيناك مناظر تأسرك
بمفاتنها التي تسبي العقول فما إن تسير باتجاه جبال ملحان الشاهقة التي
تعانق السماء ويتناقل عنها قصص غريبة حيث لا يمكن الوصول إليها إلا عبر
الحبال «بالحاء المهملة» أو الرشقة كما يسمونها صعوداً وهبوطاً كما ستلاحظ
إبان صعودك ملحان أن كل شيء يبدأ بالتغير سترى على سبيل المثال غابات من
مختلف الأشجار وقد تلاحظ رعيانا للماشية يقودون قطعانهم من جبل إلى آخر
دونما خوف من اعتلاء الجبال الشاهقة، بل أحياناً يتسابقون مع الماشية
للوصول إلى جبال لا يمكن للإنسان العادي الوصول إليها.
وعلى الرغم من
انتشار العديد من القرى على سفوح الجبال إلا أنه مازال هنالك بقع وامتدادات
في صميم الريف الملحاني غير مأهولة بالسكان.
ومما يعيق تواجد السياح في
ملحان هو عدم وجود فنادق أو استراحات أو مطاعم ماعدا بعض المطاعم التي لا
يمكن للإنسان العادي تسميتها بذلك.
منتجعات جبلية
توفر جبال ملحان في
فصل الصيف ملاذاً رائعاً للسكان المتاخمين للمناطق الساحلية والذين
يبتعدون عن وطأة الحرارة المرتفعة في المناطق الساحلية وتتحول جبال ملحان
صيفاً إلى منتجعات جبلية فريدة وتلبس حلل بهيجة وكأنها عرائس تزف.