بألسنةِ سخطٍ تذوي كالنيران
أنذرت رُسل الخوف عن ثورة
غضبٍ وهيجان
قادمٌ سيدخل كعادته دون استئذان
لا يرحم استغاثات جريحٍ لهفان
من مسامات الصمت ...
وعلى وهج قنديلٍ امتهن حب الألوان
أعد له القلب يوما ...
نقشا على الجدران
تَسَرَب إلي
تَجول في أرجاء قلبي
تتبع آثار دفئٍ ريان
تفقد خلايا جسدي
ثارت لليلٍ فتان
تصفح رفوف الوجدان
قرأ أوراقا سُعدت حواشيها
تتكئ على القبر
واللحد ينظر باطمئنان
بحث عن نفسه في نفسي
وهو نصفي قدرٌ من الزمان
من جرحٍ تحت الجرحِ دماءٌ
أُطلق لها العنان
بحث عن رحيقٍ عذب
ينهل منه سيف الهذيان
صوب مواطنٍ يفوح منها العطر كالدخان
تحسس تلويحات الأجفان
تتحسر ... تتكسر
ليست بالحسبان
نظر الى ابتسامةٍ هتكت الأسرار
وقعت من جيبٍ مثقوب
طريحة الجثمان
على أرض الهجر والنسيان
فهز رأسه هائجا كالسكران
وأخيرا وبكلماتٍ تتلف الأحلام
سألني وبأ حزن الألحان
( لِمَ تَخليتَ عني )
وأنا لأجلك تخليت عن كل الشبان
أقهرني دمعه فسال دمعي
لا يا شريك العمر يا ( حزن )
كيف أتخلى عنك وأنت كتابي
كيف أمحو تاريخ حياتي
عذرا إليك هو الوفاء طبع الفرسان
ولكن وردتي أيقنت أنها بلا جنحان
أنا لأجلك وعبر جبالٍ أُتهِمَت
ظلما ببربرستان
وبشعور المسافر الوحيد إلى ...
إلى كل مكان
أبحثُ عن غربة بقاياك
وأنادي
أنا سيد الأحزان
أنا من لِأجلكم تخلى عن التيجان
هلموا إلي فلكم بين الضلوعِ وطنٌ
بناه سلطان الأحزان
اسكنوه لتشعروا بالأمان
لأجلك وحيدٌ أنا حزين الحبيبتان
ينفض من حولي الناس كل الناس
حتى فلان
وكأني صريع داء السرطان
لأجلك غريبٌ أنا في الأوطان
غريبٌ حتى بين الأقران
يرحل عني الخلان
والليل يعتزلني كأنني له مدان
يرميني إلى زوايا الظلام
بلا رفيق ولا حبيبا كان
فلا أجد في عزلتي سوى الرُكبتان
باتت في العتمة هي الحبيبتان
فيلتف حولها الذراعان
مسندا عليهما رأسي التعبان
يا من تسكن فوق أهدابي
يا هدوئي عند غضبي
خذني إليك بالأحضان
وارمي سوط العصيان
كفاه يُسقى من دمي
كفاه يُطعم من لحمي
عذرا إليك فأنا إنسان
حتى الحنان ينهل من قلبي الحنان
يا جاثما في كل أسفاري
يا مرفأ ذاتي
مزق شراعات سفني
ولتكن الروح لك أسيرة وقربان
يا من بدونك أضيع ... أتوه .. أدركني
ماضٍ كالسراج مضيء لا يمضي
والنفس لا ترضى الهوان
خذني إليك .. اغسل دموعي
طهرها
والعين إن بكت لغيرك بعد الآن
أعميها
العُمى أرحم لها من الخذلان
*****
***
سأبقى أعتذر وأعتذر حتى ترضى
وتأخذني إليك
فالوقت لا يسمح ....
لساعات الغفوة لا يريد كسب الرهان
أما للحظات الموت فهو
يمر
يترقب
وينصت
بإمعان
/
/
موضوع: سأبقى أعتذر وأعتذر حتى ترضى وتأخذني اليك 
